وفي عام (1869 ميلادية) وفي عهد التقارب التركي الألماني، قام السلطان عبد العزيز بإهداء الجزء الشرقي من أرض وقف البيمارستان لولي عهد بروسيا فريدريك ويلهيلم الرابع (أصبح لاحقاَ القيصر فريدريك الثالث لفترة حكم قصيرة) عند زيارته للقدس وذلك بغرض بناء كنيسة في الموقع (إعادة بناء كنيسة القديسة ماري والتي أصبحت تسمى حالياً بكنيسة الفادي اللوثرية) .(14)،(6) وقد بيع الجزء الغربي من أرض البيمارستان لبطريركية الروم الأورثودوكس حيث تم إنشاء بازار (سوق) أفتيموس المعروف حالياٌ في القدس. وقد شق لاحقاً طريق يفصل الشطرين عند زيارة قيصر بروسيا اللاحق ويلهيلم الثاني وسمي على اسم قيصرها.
وفي الوقت الحالي يسمى الطريق الفاصل بين الشطرين بطريق البيمارستان الصلاحي أو طريق المارستان الصلاحي وفي بداية الطريق عند تقاطعه مع طريق داوود لا يزال يوجد قوس وضع عليه شعار بروسيا على شكل صقر بقي منذ الزمن الذي كان فيه الطريق مسمياً على اسم قيصرها.
(صورة القوس الموجود جنوباً عند تقاطع طريق البيمارستان الصلاحي مع طريق داود وعليه شعار بروسيا)
(صور ليافطات حديثة في بداية ونهاية طريق البيمارستان بعدة لغات)
(صورة ليافطة وضعت على جانب مبنى كنيسة الفادي)
وفي منتصف ونهاية هذا الطريق ناحية بازارالدباغة يمكن الدخول لسوق أفتيموس الذي بني في النصف الغربي من أرض البيمارستان، حيث نجد أنه قد أقيمت في النصف الثاني من أرض البيمارستان و تقريباً في مركز سوق أفتيموس بحرة (نافورة) محاطة بسور دائري حديدي في ذكرى مرور 25 عاماً على اعتلاء السلطان العثماني عبد الحميد الثاني للعرش و تعرف حالياً بنافورة البيمارستان بسبب موقعها في أرض البيمارستان القديم.
(صورة توضح نافورة البيمارستان)
وقد أصبحت أرض البيمارستان مقصداً لعلماء الآثارالأجانب لسنين عديدة قبل وبعد بناء كنيسة الفادي والذين قاموا بأعمال تنقيب كثيرة بحثاً عن اَثار لعهود أوكنائس قديمة وخاصة الاَثارالتي تعود لعهد المسيح (عليه السلام). ونجد في مصادرعلماء الآثارالأجانب ومجلاتهم ودورياتهم وكتبهم وصفاً تفصيلياً لأعمال كثيرمن فرق المنقبين واكتشافاتهم . في نهاية القرن التاسع عشر كان هناك جدل في الأوساط المسيحية حول إثبات كون كنيسة القيامة الحالية هي حسب تصورهم لقصة المسيح (عليه السلام) تمثل مكان صلبه. ووجدوا بعد منح أرض البيمارستان لقيصر بروسيا ونظراَ لقربها من كنيسة القيامة الفرصة الملائمة للبحث عن بقايا السور البيزنطي القديم للمدينة حيث أن المعتقد لدى المسيحيين هو أن المسيح (عليه السلام) قد صلب في حديقة خارج سور المدينة.
بعد أعمال تنقيب طويلة وأثناء الحفر لبناء أساس للكنيسة عثر على سور على عمق 11 متراً واعتقدوا خطأاً (حسب تحليلهم ووصفهم لاحقاً) بأن هذا هو السور البيزنطي وبالتالي المكان الذي بنى فيه قسطانطين كنيسة القيامة الأصلية المقامة على موقع الصلب. ومن هنا اكتسب موقع كنيسة الفادي قيمة جديدة وأصبح ليس فقط موقع كنيسة قديمة أو كنيسة الصليبيين وفرسان المشفى (الهوسبيتاليين) بل أصبح مرتبطاً بالسيد المسيح (عليه السلام) وحادثة الصلب حسب التصور و القصة المسيحية لها ولهذا سميت الكنيسة بكنيسة الفادي نسبة للمسيح (عليه السلام).
لكن أعمال التنقيب التي نفذت عند ترميم الكنيسة وتوابعها مابين العامين (1970 و 1974 ميلادية) شككت ونقضت الاكتشاف السابق إذ اكتشفت على عمق مترين بقايا أرضية كنيسة القديسة ماري للاتين Mary la Latine) (St.وفي دراسة جديدة للموقع أشير إلى أن السورالمكتشف سابقاً هو مجرد سور ل ؟ QUARY أو سور دعامي بني على عدة مراحل في عهد ما قبل السيد المسيح وليس السورالبيزنطي للمدينة وهذا ما يعتقد حالياً.(6) وإلى يومنا هذا تم الحفاظ على أجزاء من مناطق التنقيب والحفريات داخل سور كنيسة الفادي ولم يتم تفسير كل المكتشفات فيها ولكنها لا تزال غير مفتوحة للعامة.(6)
(رسومات قديمة لما تبقى من البيمارستان قبل الترميم وتظهر مئذنة مسجد عمر بن الخطاب في الرسمة الأولى)
(المراجع والمصادر في الصفحة الأخيرة)